فصل: قال ابن عطية في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وجملة {يُسَبِحْنَ} حال.
واختير الفعل المضارع دون الوصف الذي هو الشأن في الحال لأنه أريد الدلالة على تجدد تسبيح الجبال معه كلما حضر فيها، ولِمَا في المضارع من استحضار تلك الحالة الخارقة للعادة.
والتسبيح أصله قول: سبحان الله، ثم أطلق على الذكر وعلى الصلاة، ومنه حديث عائشة: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح سبحة الصبح وإني لأُسبحها، وليس هذا المعنى مرادًا هنا لأن الجبال لا تصلي والطير كذلك ولأن داود لا يصلي في الجبال إذ الصلاة في شريعتهم لا تقع إلا في المسجد وأما الصلاة في الأرض فهي من خصائص الإِسلام.
والعشي: ما بعد العصر.
يقال: عَشِيّ وعَشِيَّة.
و{الإِشراق} وقت ظهور ضوء الشمس واضحًا على الأرض وهو وقت الضحى، يقال: أشرقت الأرض ولا يقال: أشرقت الشمس، وإنما يقال: شَرَقَت الشمس وهو من باب قَعَد، ولذلك كان قياس المكان منه المَشرَق بفتح الراء ولكنه لم يجىء إلاّ بكسر الراء.
ووقت طلوع الشمس هو الشروق ووقت الإِشراق الضحى، يقال: شَرقت الشمس ولمَّا تُشْرِق، ويقال: كُلَّما ذَرَّ شَارق، أي كلما طلعت الشمس.
والباء في {بالعَشِي} للظرفية فتعين أن المراد بالإِشراق وقت الإِشراق.
والمحشورة: المجتمعة حوله عند قراءته الزبور.
وانتصب {مَحْشُورَةً} على الحال من {الطير} ولم يؤت في صفة الطير بالحشر بالمضارع كما جيء به في {يُسبِحْنَ} إذ الحشر يكون دفعة فلا يقتضي المقام دلالة على تجدد ولا على استحضار الصورة.
وتنوين {كُلٌّ له أوَّابٌ} عوض عن المضاف إليه.
والتقدير: كل المحشورة له أواب، أي كثير الرجوع إليه، أي يأتيه من مكان بعيد.
وهذه معجزة له لأن شأن الطير النفور من الإِنس.
وكلمة {كل} على أصل معناها من الشمول.
و{أوَّابٌ} هذا غير {أوَّابٌ} في قوله: {إنه أوّاب} فلم تتكرر الفاصلة.
واللام في {لَهُ أوَّابٌ} لام التقوية، وتقديم المجرور على متعلقه للاهتمام بالضمير المجرور.
والشد: الإِمساك وتمكّن اليد مما تمسكه، فيكون لقصد النفع كما هنا، ويكون لقصد الضرّ كقوله: {واشدد على قلوبهم في سورة} [يونس: 88].
فشدّ الملك هو تقوية ملكه وسلامته من أضرار ثورة لديه ومن غلبة أعدائه عليه في حروبه.
وقد ملك داود أربعين سنة ومات وعمره سبعون سنة في ظل ملك ثابت.
و{الحكمة} النبوءة.
والحكمة في الأعم: العلم بالأشياء كما هي والعمل بالأمور على ما ينبغي، وقد اشتمل كتاب الزبور على حِكَم جمَّة.
و{فصل الخطاب} بلاغة الكلام وجمعه للمعنى المقصود بحيث لا يحتاج سامعه إلى زيادة تبيان، ووصف القول بالفصل وصف بالمصدر، أي فاصل.
والفاصل: الفارق بين شيئين، وهو ضدّ الواصل، ويطلق مجازًا على ما يميز شيئًا عن الاشتباه بضده.
وعطفه هنا على الحكمة قرينة على أنه استعمل في معناه المجازي كما في قوله تعالى: {إن يوم الفصل كان ميقاتًا} [النبأ: 17].
والمعنى: أن داود أوتي من أصالة الرأي وفصاحة القول ما إذا تكلّم جاء بكلام فاصل بين الحقّ والباطل شأن كلام الأنبياء والحكماء، وحسبك بكتابه الزبور المسمّى عند اليهود بالمزامير فهو مثل في بلاغة القول في لغتهم.
وعن أبي الأسود الدؤلي: {فصل الخطاب} هو قولُه في خطبه: أما بعد قال: وداود أول من قال ذلك، ولا أحسب هذا صحيحًا لأنها كلمة عربية ولا يعرف في كتاب داود أنه قال ما هو بمعناها في اللغة العبرية، وسميت تلك الكلمة فصل الخطاب عند العرب لأنها تقع بين مقدمة المقصود وبين المقصود.
فالفصل فيه على المعنى الحقيقي وهو من الوصف بالمصدر، والإِضافة حقيقية.
وأول من قال: أما بعد هو سحبان وائل خطيب العرب، وقيل: {فصل الخطاب} القضاء بين الخصوم وهذا بعيد إذ لا وجه لإِضافته إلى الخطاب.
واعلم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد أعطي من كل ما أعطي داود فكان أوّابًا، وهو القائل: «إني ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم سبعين مرة»، وسخر له جبل حراء على صعوبة مسالكه فكان يتحنّث فيه إلى أن نزل عليه الوحي وهو في غار ذلك الجبل، وعَرضت عليه جبال مكة أن تصير له ذهبًا فأبى واختار العبودية وسخرت له من الطير الحَمَام فبنت وكرها على غار ثور مدة اختفائه به مع الصديق في مسيرهما في الهجرة.
وشدّ الله مُلك الإِسلام له، وكفاه عدوّه من قرابته مثل أبي لهب وابنه عتبة ومن أعدائه مثل أبي جهل، وآتاه الحكمة، وآتاه فصل الخطاب قال: «أوتيت جوامع الكَلِم واختصر لي الكلام اختصارًا» بَلْهَ ما أوتيه الكتاب المعجز بلغاء العرب عن معارضته، قال تعالى في وصف القرآن: {إنه لقول فصل وما هو بالهزل} [الطارق: 13- 14]. اهـ.

.قال ابن عطية في الآيات السابقة:

{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)} قرأ الحسن وأبي بن كعب وابن أبي إسحاق: {صادِ} بكسر الدال على أنه أمر من صادى يصادي إذا ضاهى وماثل، أي صار كالصدى الذي يحكي الصياح، والمعنى: ماثل القرآن بعلمك وقارنه بطاعتك، وهكذا فسر الحسن، أي انظر أين عملك منه، وقال جمهور الناس: إنه حرف المعجم المعروف، ويدخله ما يدخل سائر أوائل السور من الأقوال، ويختص هذا الموضع بأن قال بعض الناس: معناه صدق محمد، وقال الضحاك معناه: صدق الله، وقال محمد بن كعب القرظي: هو مفتاح أسماء الله: صمد صادق الوعد، صانع المصنوعات، وقرأها الجمهور: {صادْ} بسكون الدال، وقرأ ابن أبي إسحاق بخلاف عنه {صادٍ} بكسر الدال وتنوينها على القسم، كما تقول: الله لأفعلن. وحكى الطبري وغيره عن ابن أبي إسحاق: {صادِ} بدون تنوين، وألحقه بقول العرب: خاث باث، وخار وباز. وقرأ فرقة منها عيسى بن عمر: {صادَ} بفتح الدال، وكذلك يفعل في نطقه بكل الحروف، يقول: قافَ، ونونَ، ويجعلها كأين وليت: قال الثعلبي، وقيل معناه: صاد محمد القلوب، بأن استمالها للإيمان.
وقوله: {والقرآن ذي الذكر} قسم. وقال السدي وابن عباس وسعيد بن جبير، معناه ذي الشرف الباقي المخلد. وقال قتادة والضحاك: ذي التذكرة للناس والهداية لهم. وقالت فرقة معناه: ذي الذكر لأمم والقصص والغيوب. وأما جواب القسم فاختلف فيه، فقالت فرقة: الجواب في قوله: {ص} إذ هو بمعنى صدق محمد، أو صدق الله. وقال الكوفيون والزجاج، الجواب قوله: {إن ذلك لحق تخاصم أهل النار} [ص: 64]. وقال البصريين ومنهم الأخفش، الجواب في قوله: {إن كل كذب الرسل} [ص: 14].
قال القضي أبو محمد: وهذان القولان بعيدان.
وقال قتادة والطبري: الجواب مقدر قبل بل، وهذا هو الصحيح، تقديره: والقرآن ما الأمر كما يزعمون، ونحو هذا من التقدير فتدبره. وحكى الزجاج عن قوم أن الجواب قوله: {كم أهلكنا} وهذا متكلف جدًّا. والعزة هنا: المعازة والمغالبة. والشقاق: نحوه أي هم في شق، والحق في شق. و: {كم} للتكثير، وهي خبر فيه مثال ووعيد، وهي في موضع نصب ب {أهلكنا}. والقرن الأمة من الناس يجمعها زمن احد، وقد تقدم تحريره مرارًا.
وقوله: {فنادوا} معناه: مستغيثين، والمعنى أنهم فعلوا ذلك بعد المعاينة فلم ينفع ذلك، ولم يكن في وقت نفع.
{ولات} بمعنى: ليس، واسمها مقدر عند سيبويه، تقديره ولات الحين حين مناص، وهي: لا لحقتها: تاء، كما تقول ربت وثمت. قال الزجاج: وهي كتاء جلست وقامت، تاء الحروف كتاء لأفعال دخلت على ما لا يعرب في الوجهين، ولا تستعمل {لا} مع التاء إلا في الحين والزمان والوقت ونحوه، فمن ذلك قول الشاعر محمد بن عيسى بن طلحة: الكامل:
لات ساعة مندم

وقال الآخر: الوافر:
تذكر حب ليلى لات حينا ** وأضحى الشيب قد قطع القرينا

وأنشد بعضهم في هذا المعنى: الخفيف:
طلبوا صلحنا ولات أوان ** فأجبنا أن ليس حين بقاء

وأنشد الزجاج بكسر التاء، وهذا كثير، قراءة الجمهور: فتح التاء من: {لاتَ} والنون من: {حينَ} وروي عن عيسى كسر التاء من: {لاتِ} ونصب النون. وروي عنه أيضًا: {حينِ} بكسر النون، واختلفوا في الوقف على: {لات} فذكر الزجاج أن الوقف بالتاء، ووقف الكسائي بالهاء، ووقف قوم واختاره أبو عبيد على {لا} وجعلوا التاء موصولة ب {حين} فقالوا {لا تحين} وذكر أبو عبيد أنها كذلك في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويحتج لهذا بقول أبي وجزة: الكامل:
العاطفون تحين ما من عاطف ** والمطعمون زمان ما من مطعم

يمدح آل الزبير. وقرأ بعض الناس: {لات حينُ} برفع النون من: {حين} على إضمار الخبر. والمناص: المفر، ناص ينوص، إذا فات وفر، قال ابن عباس: المعنى ليس بحين نزو ولا فرار ضبط القوم. والضمير في: {عجبوا} لكفار قريش، واستغربوا أن نبىء بشر منهم فأنذرهم، وأن وحد إلهًا، وقالوا: كيف يكون إله واحد يرزق الجميع وينظر في كل أمرهم؟ و: {عجاب} بناء مبالغة، كما قالوا سريع وسراع، وهذا كثير.
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وعيسى بن عمر: {عجّاب} بشد الجيم، ونحوه قول الراجز: الرجز:.
جاؤوا بصيد عجب من العجب ** أزيد والعينين طوال الذنب

وقد قالوا: رجل كرام، أي كريم.
{وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6)} روي في قصص هذه الآية أن أشراف قريش وجماعتهم اجتمعوا عند مرض أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن من القبيح علينا أن يموت أبو طالب ونؤذي محمدًا بعده، فتقول العرب: تركوه مدة عمه، فلما مات آذوه، ولكن لنذهب إلى أبي طالب فلينصفنا منه، وليربط بيننا وبينه ربطًا، فنهضوا إليه، فقالوا يا أبا طالب إن محمدًا يسب ويسفه آراءنا وآراء آبائنا ونحن لا نقاره على ذلك، ولكن افصل بيننا وبينه في حياتك، بأن يقيم في منزله يعبد ربه الذي زعم، ويدع آلهتنا، ولا يعرض لأحد منا بشىء من هذا، فبعث أبو طالب في محمد صلى الله عليه وسلم، فقال يا محمد، إن قومك قد دعوك إلى النصفة، وهي أن تدعهم وتعبد ربك وحدك، فقال: أو غير لك يا عم؟ قال وما هو؟ قال: يعطوني كلمة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم الجزية بها العجم قالوا وما هي؟ فإنا نبادر إليها، قال: لا إله إلا الله، فنفروا عند ذلك، وقالوا ما يرضيك منا غير هذا؟ قال: والله لو أعطيتموني الأرض ذهبًا ومالًا. وفي رواية: لو جعلتم الشمس في يميني والقمر في شمالي ما أرضاني منكم غيرها، فقاموا عند ذلك، وبعضهم يقول: {أجعل الآلهة إلهًا واحدًا إن هذا لشيء عجاب} [ص: 5] ويرددون هذا المعنى، وعقبة بن أبي معيط يقول: {امشوا واصبروا على آلهتكم}.
وجلبت هذا الخبر تام المعنى، وفي بعض رواياته زيادة ونقصان، والغرض متقارب، ولما ذهبوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عم، قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله» فقال: والله لولا أن تكون سبة في بني بعدي لأقررت بها عينك، ومات وهو يقول: على ملة عبد المطلب، فنزلت في ذلك: {إنك لا تهدي من أحببت} [القصص: 56] وانطلق.
فقوله تعالى في هذه الآية: {وانطلق الملأ} عبارة عن خروجهم عن أبي طالب وانطلاقهم من ذلك الجمع، هذا قول جماعة من المفسرين. وقالت فرقة: هي عبارة عن إذاعتهم لهذه الأقاويل، فكأنه كما يقول الناس: انطلق الناس بالدعاء للأمير ونحوه، أي استفاض كلامهم بذلك، و{الملأ} الأشراف والرؤوس الذي يسدون مسد الجميع في الآراء ونحوه.
وقوله: {أن امشوا} {أن} مفسرة لا موضع لها في الإعراب، ويجوز أن يكون في موضع نصب بإسقاط حرف الجر، أي بأن، فهي بتقدير المصدر، كأنه قال: وانطلق الملأ منهم بقولهم: امشوا ومعنى الآية أنه قال بعضهم لبعض امشوا واصبروا على كل أمر آلهتكم، وذهب بعض الناس إلى أن قولهم: {امشوا} هو دعاء بكسب الماشية، وفي هذا ضعف، لأنه كان يلزم أن تكون الألف مقطوعة، لأنه إنما يقال: أمشي الرجل إذا صار صاحب ماشية، وأيضًا فهذا المعنى غير متمكن في الآية، وإنما المعنى: سيروا على طريقتكم ودوموا على سيركم، أو يكون المعنى: أمر من نقل الأقدام، قالوه عند انطلاقهم، وهو في مصحف عبد الله بن مسعود: {وانطلق الملأ منهم يمشون أن اصبروا}.
وقولهم: {إن هذا لشيء يراد} يريدون ظهور محمد وعلوه بالنبوة، أي يراد منا: الانقياد إليه: وقولهم: {ما سمعنا بهذا} يريدون بمثل هذه المقالة أن الإله واحد.
واختلف المتأولون في قولهم: {في الملة الآخرة} فقال مجاهد: أرادوا ملتهم ونحلتهم التي العرب عليها، ويقال لكل ما تتبعه أمة ما ملة. وقال ابن عباس والسدي: أراد ملة النصارى، وذلك متجه، لأنها ملة شهير فيها التثليث، وأن الإله ليس بواحد. وقالت فرقة معنى قولهم: {ما سمعنا} أنه يكون مثل هذا، ولا أنه يقال في الملة الآخرة التي كنا نسمع أنها تكون آخر الزمان، وذلك أنه قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس يستشعرون خروج نبي وحدوث ملة ودين، ويدل على صحة هذا ما روي من قول الأحبار ذوي الصوامع، وروي عن شق وسطيح، وما كانت بنو إسرائيل تعتقد من أنه يكون منهم.
وقولهم: {إن هذا إلا اختلاق} إشارة إلى جميع ما يخبر به محمد صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى، ثم قالوا على جهة التقرير من بعضهم لبعض، ومضمن ذلك الإنكار: {أأنزل عليه الذكر من بيننا} بمعنى نحن الأشراف الأعلام، فلم خص هذا؟ وكيف يصح هذا؟ فرد الله تعالى قولهم بما تقضيه بل، لأن المعنى ليس تخصيص الله وإنعامه جار على شهواتهم، {بل هم في شك من ذكري} أي في ريب أن هذا التذكير بالله حق، ثم توعدهم بقوله: {بل لما يذوقوا عذاب} أي لو ذاقوه لتحققوا أن هذه الرسالة حق، أي هم لجهالتهم لا يبين لهم النظر، وإنما يبين لهم مباشرة العذاب.
وقرأ ابن مسعود: {أم أنزل} بميم بين الهمزتين، ثم وقفهم احتجاجًا عليهم، أعندهم رحمة ربك وخزائنها التي فيها الهدى والنبوءة وكل فضل، فيكون لهم تحكم في الرسالة وغيرها من نعم الله. و{أم} هنا، لم تعادلها ألف، فهي المقطوعة التي معناها إضراب عن الكلام الأول واستفهام، وقدرها سيبويه ب {بل} والألف كقول العرب: إنها لإبل أم شاء. والخزائن للرحمة مستعارة، كأنها موضع جمعها وحفظها من حيث كانت ذخائر البشر تحتاج إلى ذلك خوطبوا في الرحمة بما ينحوا إلى ذلك. وقال الطبري: يعني ب {الخزائن} المفاتيح، والأول أبين، والله أعلم.